الدكتورة مريم المعاضيد “رائدة في مجال علوم المواد وباحثة متميزة تساهم في نهضة قطر العلمية”

الدكتورة مريم المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر

الدوحة – قطر

آمنة المالكي – رائدات

الدكتورة مريم المعاضيد واحدة من الشخصيات البارزة في مجال علوم المواد في دولة قطر، وهي أستاذة في الفيزياء وعلوم المواد بجامعة قطر، تمكنت من خلال خبرتها الأكاديمية وإسهاماتها في مجال البحث العلمي من أن تترك بصمة واضحة في المجال العلمي، حيث أسهمت بشكل كبير في تقدم العلوم والتكنولوجيا في قطر.

بداية المشوار العلمي: من الدكتوراه إلى قيادة الأبحاث في قطر

حصلت الدكتورة مريم على شهادة الدكتوراه في الفيزياء وعلوم المواد من جامعة الإسكندرية في مصر عام 2001، وهي فترة شكلت نقطة انطلاق هامة في مسيرتها العلمية، بعد إتمام دراستها انضمت إلى قسم الفيزياء في جامعة قطر في نفس العام، حيث بدأت بتطبيق معرفتها الأكاديمية وتوجيهها نحو تطوير البحث العلمي في المنطقة؛ وكان انضمامها إلى جامعة قطر خطوة مهمة نحو تطوير العلوم في الدولة، وتفانيها في العمل الأكاديمي كان له دور كبير في تعزيز مكانة الجامعة على المستوى الدولي.

الدكتورة مريم المعاضيد أثبتت قدرتها الكبيرة على تحمل المسؤوليات العلمية والقيادية، مما جعلها أهلًا للثقة التي وضعتها فيها القيادات الحكيمة لدولة قطر؛ فقد تولت منصبًا هامًا وكبيرًا كـنائب لرئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، وهو المنصب الذي يعكس مدى إيمان الدولة بقدراتها في قيادة وتوجيه مسيرة البحث العلمي في الجامعة وفي تطوير السياسات التعليمية والبحثية على مستوى الدولة.

إسهاماتها الأكاديمية: تأسيس مركز المواد المتقدمة وبرنامج الماجستير

ومن أبرز الإنجازات التي حققتها الدكتورة مريم في مسيرتها الأكاديمية هي تأسيسها مركز المواد المتقدمة في جامعة قطر؛ هذا المركز يعد واحدًا من المراكز الرائدة التي تهدف إلى تطوير تقنيات جديدة في مجال علوم المواد. المركز يسعى إلى تقديم حلول مبتكرة في مجال البوليمرات وتقنيات النانو، وهو واحد من أبرز المراكز في المنطقة التي تسهم في تطوير الأبحاث في هذه المجالات الحيوية.

كما كانت الدكتورة مريم وراء إطلاق برنامج الماجستير في علوم وتكنولوجيا المواد في جامعة قطر، وهو البرنامج الذي يتيح للطلاب تعلم كيفية استخدام المواد المتقدمة في التطبيقات الصناعية المختلفة. من خلال هذا البرنامج، تساهم الدكتورة مريم في إعداد جيل جديد من العلماء والباحثين الذين سيقودون مسيرة الابتكار في مجال المواد في قطر والعالم العربي.

جوائزها وإنجازاتها: تكريمات محلية ودولية تعكس إبداعها العلمي

وبالإضافة لذلك شاركت الدكتورة مريم في العديد من المؤتمرات الدولية وحصلت على الكثير من الجوائز تقديرًا لإسهاماتها في مجالات علوم المواد، ومن أبرز هذه الجوائز جائزة التميز في الصناعات البلاستيكية التحويلية من جمعية الخليج للبتروكيماويات والكيماويات في 2014، بالإضافة إلى جائزة الدولة التشجيعية في العلوم في نفس العام هذه الجوائز تمثل اعترافًا دوليًا بمستوى البحث العلمي الذي تقوم به وتؤكد على تأثير أبحاثها في الصناعات العالمية.

دورها القيادي في جامعة قطر: نائب رئيس للبحث والدراسات العليا

الدكتورة مريم ليست فقط أكاديمية متميزة، بل تشغل أيضًا منصب نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، حيث تقوم بتوجيه البحوث الأكاديمية وتعزيز الابتكار في جامعة قطر، في هذا الدور القيادي، تعمل على تطوير سياسات البحث العلمي في الجامعة، وتنسيق المشاريع البحثية التي تخدم احتياجات المجتمع القطري وتساهم في تحسين جودة الحياة في الدولة.

كذلك تشارك الدكتورة مريم في العديد من اللجان المحلية والدولية المعنية بتطوير البحث العلمي، مثل لجنة مجلس البحوث ولجنة الجودة والإدارة، وتسعى دائمًا إلى تحسين وتطوير العملية التعليمية والبحثية في قطر، من خلال تعزيز التفاعل بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية كما أنها تمثل جامعة قطر في العديد من المحافل الأكاديمية الدولية، مما يعكس مكانة الجامعة في الساحة العالمية.

الدكتورة مريم المعاضيد والمرأة القطرية: نموذج إلهام للجيل القادم من الباحثات

وفيما يتعلق بإسهاماتها الأكاديمية والعلمية، تعمل الدكتورة مريم أيضًا كمحكمة للعديد من المجلات العلمية والمؤتمرات الدولية، حيث تسهم في رفع جودة الأبحاث الأكاديمية من خلال تقديم رؤى وتقييمات متعمقة، مما يساعد على تعزيز مستوى البحث العلمي في جميع أنحاء العالم ومن خلال هذه الأنشطة، تقوم الدكتورة مريم بتوجيه الأبحاث نحو حلول عملية وواقعية تعود بالنفع على المجتمعات والقطاعات المختلفة.

ولهذا تعد الدكتورة مريم المعاضيد أحد النماذج النسائية المُلهمة في قطر، حيث تثبت بقدرتها وإبداعها أن المرأة القطرية قادرة على تحقيق النجاح في مجالات العلوم والتكنولوجيا. دورها الريادي يشكل نموذجًا يحتذى به للنساء في قطر والعالم العربي، حيث استطاعت أن تقتحم مجالًا علميًا يتطلب تميزًا خاصًا وأن تكون في طليعة من يدفعون مسيرة التطور العلمي في المنطقة.

ومن خلال هذه الجهود، تواصل الدكتورة مريم المعاضيد إضافة قيمة كبيرة للمجتمع الأكاديمي في قطر، وتؤكد على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه المرأة في تقدم المجتمع، سواء في المجالات العلمية أو الثقافية؛ إن إنجازاتها تمثل دليلاً على أن القيادة النسائية في المجالات العلمية يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا، ليس فقط على مستوى الدولة، بل على المستوى الدولي أيضًا.

كما تواصل الدكتورة مريم مسيرتها في البحث والتطوير، وتظل مصدر إلهام للكثير من النساء في قطر والعالم العربي، حيث أثبتت أن التفوق في مجالات العلوم ليس مقتصرًا على جنس أو ثقافة معينة، بل هو نتاج العمل الجاد، الإبداع، والابتكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *